التغذية وعلاقتها بالتربية البدنية والرياضية
مقدمة
تعد عملية التغذية مثالا للاتصال بين البيئة الخارجية "الأنشطة اليومية" والجسم البشري، إذ تحتوي المواد الغذائية على المواد الكيميائية الحيوية اللازمة لحياةالإنسان، التي لها تأثير على وظائف الجهاز العصبي المركزي، فضلا عنتأثيرها الفعال على سير العمليات البيولوجية للجسم، وبالتالي تعد التغذية بأنها المسؤولة عن العمليات الحيوية العامة بالجسم.
هناك علاقة مباشرة ومؤثرة ما بين التغذية والنشاط الرياضي، فمن الثابت عملياً ومعروف بديهياً أن
بذل مجهود رياضي معين يزيد من استهلاك الطاقة المخزونة في جسم الإنسان.
هذا الإستهلاك يتوقف
بالطبع على طبيعة وشدة ودوام هذا النشاط الرياضي، وكلما امتدت الفترة الزمنية للأداء وزادت شدته
آلما، ارتفعت نسبة استهلاك الطاقة، وبالتالي يجب تعويض الجسم عن هذه الطاقة المستهلكة عن طريق الغذاءالذي هو مصدر هذه الطاقة.
أهمية الغذاء في ممارسة الرياضة
يساعد الغذاء في الرفع من القدرة على ممارسة الأنشطة الرياضة، ولا سيما الرفع من مستوى الأداء الرياضي بالدرجة الأولى، حيث ثبت أهمية الغذاء في زيادة
القوة العضلية وزيادة التحمل العضلي، خاصة في الرياضات التي تتصف بطول الفترة الزمنية، مثل ألعاب
المضمار والتي ترفع من حرارة الجسم، وبالتالي استهلاك الطاقة بنسبة عالية.
يستمراستهلاك الجسم للطاقة حتى بعد الإنتهاء من النشاط الرياضي، لمدة تتراوح
ما بين 20 إلي 30 دقيقة.
اختيار الغذاء المناسب
يلعب اختيار الغذاء المناسب لكل نوع من الأنشطة الرياضية دوراً هاماً وأساسياً في مدى النجاح
والإستمرار في هذه الأنشطة، وليست كمية الطعام كما يعتقد البعض أهم ما يجب أن يهتم به الشخص
الممارس للنشاط الرياضي، ولكن نوعية هذا الطعام
وما يحتويه من عناصر غذائية مولدة للطاقة،
والرياضاتالمرتفعة الشدة والتي يبذل فيها مجهود بدني عنيف تعتمد بشكل رئيسي على العضلات، ولهذا يجب الاهتمام مثلاً بتوفر كميات مناسبة من البروتين والتي هي أساس تكوين العضلات.
النقص
في بعض العناصر الغذائية كالكربوهيدرات والماء يؤدي حتماً إلى نقص الطاقة وبالتالي التأثير سلبياً
على الأداء الرياضي، ويتضح ذلك بصورة ملفتة في لاعبي المضمار والمسافات الطويلة، التي تحتاج إلى درجة عالية من العمل واستمرار تدفق الطاقة، كما أن الجسم يعتمد على الدهون المخزونة في الجسم كطاقة في هذه الرياضات.
الأبحاث العلمية في مجال الغذاء والنشاط الرياضي
وجد من نتائج الأبحاث العلمية في مجال الغذاء والنشاط الرياضي أن الأفراد الذين يتميزون بقلة النشاط
الرياضي أوعدمه، ثم يبدأون في ممارسة بعض الأنشطة بشكل منتظم لا تزيد كمية الطعام التي يتناولوها
عادة، كنتيجة لهذه الزيادة في الحركة والنشاط،وقد وجد في بعض الحالات التي درست، أن كمية الطعام
المستهلكة قد قلت عن ذي قبل.
وأما بالنسبة لهؤلاء الأفراد الذين يمارسون الأنشطة الرياضية المنتظمة، فقد وجد أن قابليتهم لتناول الطعام، وأيضاً كمية الطعام المستهلكة لم تنخفض بدرجة كبيرة مع انخفاض معدل النشاط الرياضي الذي إعتادوا عليه، وهذا يعني أن الفرد الذي يتميز بالنشاط والحركة بصورة منتظمة، ثم يتوقف هذا النشاط أو يقل لدرجة كبيرة بسبب الإصابة أو أية أسباب أخرى، فإنالإقبال على تناول الغذاء يبقي عل ما هو عليه قبل التوقف.
وهذا يتعدي ما يحتاجه الجسم في هذه الحالة، وقد يحدث نتيجة لذلك زيادة في الوزن وارتفاع في نسبة الدهون
في الجسم، ولهذا يجب الإقلال من كمية استهلاك الطعام عند الإقلال من معدل الجهد البدني، حتى يكون
هناك توازن ما بين ما يدخل الجسم من طاقة وما يخرج منها.
التغييرات الفسيولوجية نتيجة ممارسة النشاط الرياضي
إن أحد التغييرات الفسيولوجية التي تطرأ علي الجسم كنتيجة لممارسة النشاط الرياضي المنتظم، هو ارتفاع
درجة حرارة الجسم أثناء التدريب الرياضي، وهذا يؤدي بدوره إلى إثارة الجسم لزيادة إفرازات عدة
هرمونات منها هرمون الأدرينالين، والذي يقوم بكبح الشهية للطعام، وبالتالي الإقلال من كمية الطعام
المستهلكة.
وقد أظهرت نتائج مجموعة من الدراسات أن ممارسة النشاط الرياضي، لمدة لا تقل عن ثلاثون دقيقة قبل
موعد وجبة الطعام بعشرين دقيقة، يحد بشكل ملحوظ من كمية الطعام المستهلكة عادة في هذه الوجبة.
التغذية والرياضة وجهان لعملة واحدة
بناء علي ما سبق، يتضح لنا أنه هناك علاقة مباشرة ووثيقة ما بين التغذية والنشاط الرياضي، ولذا لا
يجب أن نغفل هذه العلاقة في التخطيط والإعداد لجميع الرياضيين، سواء كانوا لاعبي أندية محترفين كانو أوهواة و كذا التلاميذ، أو أفراد عاديين يمارسون الأنشطة الرياضية لاكتساب اللياقة البدنية والمحافظة عليها.
ومن الحقائق التي
يجب أن تعرف في هذا المجال، أن الغذاء الذي يجب أن يركز عليه الفرد الذي يمارس النشاط الرياضي، يجب
أن يكون متوازناً ويقابل احتياجاته من الطاقة التي يحتاجها الجسم، وأن الكربوهيدرات التي تخزن في الجسم
عليشكل جلايكوجين،
هي المصدر الرئيسي لرياضات الجلد والتحمل، مثل الجري لمسافات طويلة، وأن
انخفاض معدل الجيلايكوجين المخزون في الكبد والعضلات، سوف يؤدي إلى انخفاض مستوي النشاط البدني
المبذول.
وفي حالة أداء التدريبات الخاصة بالقوة العضلية أو التحمل العضلي، لرفع الأثقال مثلاً، فإن مراعاة
زيادة الكمية المستهلكة من البروتين، سوف يساعد على تنمية القوة العضلية والتحمل العضلي، كما سوف
يساعد الجسم على عدم إصابته بفقر الدم والمعروف بالأنيميا.
تعليقات: 0
إرسال تعليق