علم الإجتماع الرياضي
مقدمة
على الرغم من أن الطفل يولد وهو مزود بأنماط سلوكية وراثية و بيولوجية، مع استعداد لتقبل التكيف مع بيئته المحيطة، إلا أنّه بحاجة لمن يرشده و يأخذ بيده، كي يتعرف على الحاجات اللازمة ليستطيع العيش مع جماعته، و هنا تأتي وظيفة التنشئة الاجتماعية.
إن موضوع التنشئة الاجتماعية الجوهري، هو الإنسان الذي يعيش في جماعته و يتفاعل مع مجتمعه، ضمن إطار ثقافي يؤمن به، و يتمسك بمحتواه من أجل المحافظة على تراثه المتراكم عبر الحقب التاريخية، و كلما ارتقى الإنسان و تقدمت وسائل الحضارة لديه، احتاج للتربية أكثر فأكثر واحتاج إلى واسطة تنقلها إلى الأفراد بشكل منظم، و التنشئة الاجتماعية هي آلية تستخدم في تنمية سلوك الفرد الفعلي في مدى أكثر تحديد، وهو المدى المعتاد و المقبول طبقا لمعايير الجماعة التي نشأ فيها.
تعريف علم الاجتماع الرياضي
يعتبر علم الاجتماع الرياضي أحد فروع العلوم الاجتماعية، و الذي يهتم بالدراسة العلمية ولسلوك الأفراد أثناء ممارستهم للأنشطة الرياضية المختلفة، والرياضة مظهر من مظاهر السلوك الاجتماعي للمجتمع، و لذلك فإن الاجتماع الرياضي يقوم بدراسة الرياضة كظاهرة اجتماعية و علاقاتها بالنظام الاجتماعي و السياسي و الاقتصادي و البناء الاجتماعي للمجتمع.بالتالي يمكن النظر لعلم الإجماع الرياضي بأنه يمثل تطبيقات للمواضيع الاجتماعية، و خصوصا هذا التركيب الاجتماعي و العمليات الاجتماعية، لتحليل الرياضة كعنصر و كنظام اجتماعي في المجتمع، كما أصبحت الرياضة في العصر الحاضر ظاهرة حضارية لها تأثيرها الفعال و مداها الواسع و تعقيداتها، ولذلك فقد أصبحت أيضا ظاهرة اجتماعية تخدم التربية والاقتصاد والفن والسياسة ووسائل الاتصال والعلاقات الدولية.
أهمية علم الاجتماع في المجال الرياضي
تعد الرياضة إحدى المؤسسات الاجتماعية المتميزة التي تمتلك قوة التأثير في الحلقات الاجتماعية المختلفة، و لتعدد مجالاتها و تعقيدها، فقد اتسم الإطار العام للبحوث و الدراسات التي تتناول الظواهر الاجتماعية المصاحبة للرياضة بالشمولية، حيث تناولت الدراسات الاجتماعية في الرياضة العديد من المواضيع التي تهم الفرد و الجماعة الصغيرة، و الأسرة و المحيط و المجتمع بأسره، امتدادا إلى المجتمع.لذلك ومنذ بداية ظهور الدراسات في علم الاجتماع الرياضي، تناولت بعض العلاقات بين الفرد والمشاركة الرياضية والمستوى الثقافي للفرد وكذا العلاقة بين المشاركة الرياضية و المستوى الاقتصادي و الاجتماعي للفرد.
ومن هنا يتضح لنا أن مقومات علم الاجتماع هي الأرضية الخصبة لنشأة الرياضة، ومن هذا المنطلق جاءت فكرة معالجة هذا الموضوع للكشف عن أهمية علم الاجتماع في المجال الرياضي.
القضايا التي يبحث فيها علم الاجتماع الرياضي
تشمل دراسة علم الاجتماع الرياضي مجموعة من القضايا و الإشكالات منها:- العلاقة بين التربية الرياضية كظاهرة اجتماعية والرياضة كأساس من أساسيات بناء المجتمع.
- العلاقة بين كافة العمليات الاجتماعية للرياضة مثل( التعاون-التنافس-الصراع-الاحباط) للممارسين والغير ممارسين للرياضة.
- العلاقة بين التركيب البنائى للمجتمع والمؤسسات الرياضية والاجتماعية الاخرى (مراكز الشباب-النوادى-المراكز الرياضية-الساحات العمومية).
خصائص علم الاجتماع الرياضى
1- علم الاجتماع الرياضى يؤكد على الإتصال الاجتماعي بين الافراد الممارسين للانشطة الرياضية المختلفة، حيث أن الفرد يتأثر ويؤثر فيما يزاولة من نشاط فردي أو جماعي.
2- علم الاجتماع الرياضى يركز على التفاعل الاجتماعي والنفسي للمتنافس والممارس، فهناك كثير من السمات النفسية التي من الممكن ملاحظتها فيه، كالصراع والتنافس والإنتماء والقيم.
3- هناك اتصال وثيق بين علم النفس الرياضي وعلم الاجتماع الرياضي حيث أن الإنسان لا يمكن فصلة عن مجتمعه الرياضي.
4- يركز على دراسة العلاقات بين اللاعبين خلال مواقف اللعب بانواعها (هجوم-دفاع-انشطة فردية-انشطة جماعية...إلخ).
5- علم الإجتماع الرياضي يتأثر بثقافة المجتمع وأنظمته ومفاهيمه وقوانينه.
أكتب لنا في التعليق رأيك حول الموضوع و كذا حول الموقع سبور بلس بالإضافة إلى اقتراحك لمناقشة المواضيع المقبلة.
تعليقات: 0
إرسال تعليق