التدريب الرياضى
تقديم
أصبح التدريب بصوره المتعددة عملية لها دورها الهام في المجتمعات المعاصرة في حياة الفرد بصورة عامة وفقاً لاحتياجاته كفرد وكعضو بالمجتمع.
إذ يسعى التدريب إلى إحداث تغيرات في أنماط سلوك الفرد من خلال توجيهه لأفضل الأساليب المبنية على الفهم الصحيح لشخصيته والعوامل المحددة لسلوكه , فهو يسهم في تكيف الفرد بالنسبة للظروف المحيطة به وإلى تحقيق توازنه مع ظروف البيئة دائمة التغير حوله.
والتدريب وسيلة وليس غاية في حد ذاته فهو يعمل على إعطاء الفرصة الكاملة للفرد لتأدية واجباته بأعلى مستوى من الكفاءة , فيعمل على تنمية وتطوير قدرات الفرد البدنية والوظيفية والنفسية وإمكانية استخدامها للحصول على أكبر نفع لذاته وبالتالي للمجتمع المحيط به.
التدريب الرياضي هو أحد صور التدريب في مجال النشاط الرياضي الذي يعمل على رفع مستوى الإنجاز عند الرياضي للوصول للمستويات العالية في النشاط الرياضي الممارس.
مفهوم التدريب الرياضي
هناك إطاراً عاماً يحدد مسار التدريب الرياضي لتحقيق زيادة كفاءة الفرد واستعداداته للوصول إلى أعلى المستويات في النشاط الرياضي الممارس.
ويمكن تقديم التعريف الإجرائي للتدريب الرياضي بأنه ”عملية تربوية مخططة مبنية على الأسس العلمية والقواعد التربوية بهدف الوصول بالفرد إلى أعلى مستوى ممكن في النشاط الرياضي الممارس وذلك بتنمية قدرات الفرد البدنية ومهاراته الحركية وإمكاناته الخططية وقدراته العقلية وكذلك زيادة الدوافع النفسية وتطوير سماته الشخصية والإرادية ".
الخصائص المميزة للتدريب الرياضي
- يتصف التدريب الرياضي بخصائص تميزه عن مجالات الحياة الأخرى فإذا كان التدريب هو إعداد الطالب بغرض ممارسة النشاط يعني هذا واجب تربوي تعليمي فقط للنشاط الرياضي، أما إذا كان التدريب يعد الرياضي للمستويات العليا لغرض الحصول على النتائج ذات مستوى عالي، فأنه يصبح واجب تدريبي وتربوي وبدني وفكري ومهاري وخططي ونفسي.
أهم الخصائص المميزة للتدريب الرياضي:
- محاولة الوصول بالفرد إلى أعلى مستوى في نوع النشاط الممارس.
- التخصص في نوع الفعالية أو النشاط الممارس.
- مراعاة الفروق الفردية بين الرياضيين حتى وإن تقاربت النتائج.
- تنمية كل القوى البدنية الخاصة بنوع النشاط الممارس كي تكون كوحدة واحدة مترابطة غير مستقلة.
- تنظيم حياة الفرد.
- استناده على القواعد والأسس العلمية واعتماده على العلوم النظرية الأخرى.
- يتسم التدريب الرياضي بالدور القيادي من خلال البرامج التربوية.
أهداف التدريب الرياضي
يسعى التدريب الرياضي والمدربون والمؤسسات التدريبية إلى تحقيق هدفين أساسين من خلال عملية التدريب الرياضي وهما :
1– الاحتفاظ بمستوى الحالة التدريبية.
2– رفع أداء مستوى الحالة البدنية والفسيولوجية (الوظيفية).
*هذان هما الهدفان الأساسيان اللذان يشتغل عليهما كل العاملين في مجال التدريب الرياضي ومن أجل تحقيق هذين الهدفين هناك بعض الأهداف التفصيلية التي يجب العمل عليها وهي :
- تطوير وتحسين الإعداد البدني العام.
- التركيز على الإعداد البدني الخاص ( الفعالية المختصة).
- ضبط وإتقان الأداء الفني للفعالية.
- تحسين وتطوير الأداء الخططي.
- تنمية وتطوير الصفات الإرادية ( المثابرة والثقة بالنفس والجرأة ).
- الإعداد الجيد للفريق الرياضي.
- تجنب حدوث الإصابة، أي العمل على تطوير الحالة الصحية للرياضي.
- إجراء اختبارات وفحوصات منتظمة.
- تطوير وإغناء الرياضيين بالمعلومات الخاصة ( نظام التدريب، الغذاء، تحليل المباريات، العلاقة بين المدرب واللاعبين وبين اللاعبين أنفسهم، الجوانب الخططية).
أهمية التدريب الرياضي للفرد والمجتمع
- ارتباط الرياضة بالسياسة إذ أصبحت للمنافسة الرياضية مكانتها في دول العالم.
- أصبح الفوز بالمنافسة الرياضية نتيجة الأبحاث والتجارب والخبرات العلمية والعملية.
- اهتمت الدول بتبادل المعلومات وإقامة المؤتمرات الرياضية بغرض تحقيق سلامة اللاعبين والسمو بالرياضة.
- أصبح مزاولة الفرد للنشاط الرياضي ضرورة من ضروريات الحياة الحديثة نتيجة التطور التكنولوجي.
- تساعد ممارسة التدريب الرياضي على خلق قاعدة عريضة من الشباب الرياضي للرفع بمستواه واكتشاف المواهب ذات الإستعداد الرياضي للوصول إلى المستويات العالمية في المجال الرياضي.
- يساهم التدريب الرياضي في عمليات التكيف النفسي للفرد كعضو في المجتمع فيعمل على تلاقي متطلبات الفرد مع إمكانيات المجتمع.
- يعمل التدريب الرياضي على تحسين الحالة الصحية للفرد.
- يؤدي التدريب الرياضي إلى رفع الكفاءة الوظيفية وتطوير مستوى القدرات البدنية والحركية للفرد لرفع كفاءته الإنتاجية.
- يساعد التدريب الرياضي على إعلاء قيم الولاء للمجتمع وتحمل المسئولية كما يؤدي إلى رفع قيمة الاستعداد للدفاع عن الوطن.
- يساهم التدريب الرياضي في تحكم الرياضي في تعبيراته الانفعالية.
- إعداد الرياضيين للقيام بالتدريب بمفردهم وبالتالي يمكن أن تصبح عملية التدريب فيما بعد مهنة للكسب لهم.
قواعد (أسس) التدريب الرياضي
قاعدة الإعداد العام.
وينقسم الى قسمين :
أ- الإعداد البدني العام.
ب- الإعداد البدني الخاص.
قاعدة الانتظام:
وهو الدوام المنتظم في ممارسة البرامج التدريبية حسب الخطة المرسومة وتطبق أيضا أثناء التدرج والارتفاع بالصعوبة والمطالب بشكل منتظم.
قاعدة الاستمرارية:
عملية التدريب يجب أن يكون بشكل مستمر ومتواصل كأساس للوصول إلى المستويات العليا.
قاعدة المقايسة:
اختيار تمرينات وحركات وألعاب تتناسب مع اللياقة البدنية والنفسية ومستوى اللاعب فنيا وكذلك الجنس والعمر في جميع مراحل النمو.
قاعدة المعرفة:
فهم الفكرة الأساسية للتدريب ومعرفة تأثير كل نوع من أنواع التمرينات البدنية وكيفية وضع تفاصيلها بشكل يؤدي إلى اكتساب المهارة الفنية والخطط بوقت أقصر وبنجاح.
قاعدة الوضوح:
أعطاء فكرة واضحة عن المهارة أو أية خطة واضحة وصحيحة وكاملة من الناحية الفنية والتكتيكية.
قاعدة التنويع والتغيير:
هذه القاعدة تؤكد على ضرورة تركيب برامج التدريب في الوحدات التدريبية على أساس التنويع والتبديل في الفعاليات المختلفة والتمرينات.
قاعدة التكرار أو الإعادة:
هذه القاعدة تحدد معدل تكرار التمرينات والحركات من جانب وتكرار الوحدات والدوائر التدريبية من جانب آخر.
قاعدة التدريب المستقل والجماعي:
درجة ومستوى كل لاعب من التدريب واللياقة هي العامل الأساس في وضع وتركيب الوحدات التدريبية كما ونوعا.
مراحل التدريب الرياضي
بعد التعرف على الآراء المختلفة المؤدية إلى تقسيم موسم التدريب الرياضي سنتناول مراحل التدريب الرياضي كل على حدة من حيث الخصائص والعقبات والمحتويات.
مرحلة الإعداد:
عند محاولة التعرف على هذه المرحلة يجب أولا التعرض للمفاهيم الخاصة بهذه المرحلة.
تستخدم في نطاق ضيق ألا وهو أنها مجرد مرحلة تدريبية تمهيدية لمرحلة المنافسات التي أطلق البعض عليها المرحلة الأساسية ويعتبر المفهوم قاصراً إذ يحد و يقزم من مفهوم هذه المرحلة وبالتالي يقلل من قيمتها وأهميتها، ولقد ساء هذا المفهوم في الوقت الذي كان فيه الإعداد للنشاط الرياضي يستمر لفترة قصيرة.
مع وضوح جوهر تقسيم التدريب الرياضي إلى مراحل، انطلاقا مما ذكر في هذا الخصوص أصبحت هذه المرحلة هي الأساس في بناء الفرد الرياضي إذ يتم فيها خلق أسس بناء الفورمة الرياضية وأيضاً تحسينها والحفاظ عليها، وبناءاً على ذلك تكون نتائج هذه المرحلة هو الاستعداد المثالي لأداء المنافسات.
مرحلة المنافسات:
تعتبر المشاركة في المنافسات بنجاح الجوهر أو الهدف من عملية التدريب الرياضي، فالهدف من هذه العملية هو الوصول بالرياضي إلى أعلى مستوى ممكن أثناء مرحلة المنافسات ولذلك أطلق البعض على هذه المرحلة هي المرحلة الأساسية ونحن نعتقد أنه من الخطأ أن نطلق على مرحلة المنافسات ” المرحلة الأساسية ” باعتبار المرحلة الأساسية هي مرحلة الإعداد إذ أنها الأساس في بناء الرياضي، ولكن مرحلة المنافسات هي المرآة العاكسة لهذا الإعداد والبناء والمستوى الذي وصل إليه الفرد.
وعموماً فالمنافسات أنواع :
منافسات تجريبية.
منافسات رئيسية.
مرحلة الانتقال (الراحة الإيجابية):
يحدث نتيجة مشاركة الرياضيين في المنافسات أثناء مرحلة المنافسات استهلاك للقوى الوظيفية والنفسية ولذلك فقبل مرحلة إعداد جديدة يتم التمهيد لها من خلال فترة راحة إيجابية وهذه الفترة ضرورية نسبياً ( تقدر ب 6 أسابيع ) وتهدف هذه المرحلة إلى تثبيت المستوى الوظيفي عند مستوى معين يكون ذلك أساساً ضرورياً بدرجة كبيرة للانتقال إلى حجم حمل أكبر عند بداية مرحلة الإعداد التالية له.
أكتب لنا في التعليق رأيك حول الموضوع و كذا حول الموقع بالإضافة إلى اقتراحك لمناقشة المواضيع المقبلة.
تعليقات: 0
إرسال تعليق